أعلنت السلطات البولندية، الاثنين، عن اكتشاف نفق سري جديد على الحدود مع بيلاروسيا، في تطور يعكس استمرار التوتر الأمني والإنساني على الجبهة الشرقية للاتحاد الأوروبي منذ عام 2021.

وقال وزير الداخلية والإدارة البولندي مارسين كيرفينسكي في منشور على منصة "إكس"، إن ضباط حرس الحدود في إقليم بودلاسكي "اكتشفوا نفقًا محفورًا تحت الحاجز الحدودي"، موضحًا أن عملية الحفر بدأت وانتهت على بعد نحو 20 مترًا من الجانب البيلاروسي.

وأضاف كيرفينسكي أن اكتشاف النفق تم بفضل "الأنظمة الإلكترونية المتقدمة المثبتة حديثًا على طول الحدود"، مؤكدًا أن "هذه التقنيات تتيح حماية فعالة ضد محاولات التسلل والعبور غير الشرعي".

ثاني اكتشاف هذا العام

ويُعد هذا ثاني نفق يُكتشف هذا العام على الحدود البولندية البيلاروسية، بعد نفق مماثل تم العثور عليه في منطقة ناريفكا قبل أشهر، وفق ما أعلنته السلطات المحلية.

وأوضح فرع حرس الحدود في بودلاسكي أن أجهزة المراقبة المتطورة، والتي تشمل كاميرات حرارية وأجهزة استشعار أرضية حديثة، ساهمت في رصد النشاطات غير الاعتيادية التي قادت إلى اكتشاف النفق.

محاولات متكررة لعبور الحدود

وفي الوقت ذاته، كشف حرس الحدود البولندي عن تسجيل أكثر من 60 محاولة عبور غير قانونية خلال يوم الخميس فقط، مشيرًا إلى أن عدد المحاولات الإجمالي منذ بداية عام 2025 تجاوز 26,700 محاولة.

أزمة ممتدة منذ 2021

وتأتي هذه التطورات ضمن أزمة الهجرة المستمرة على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا، والتي اندلعت عام 2021 عندما اتهمت وارسو وحلفاؤها مينسك بشن "هجوم هجين" عبر دفع مهاجرين من الشرق الأوسط وأفريقيا باتجاه حدود الاتحاد الأوروبي بهدف زعزعة استقراره.

وتتهم بولندا الحكومة البيلاروسية باستخدام المهاجرين كأداة ضغط سياسي، فيما تواصل السلطات الأوروبية تعزيز إجراءات المراقبة ونشر مزيد من القوات والتقنيات المتقدمة على الحدود المشتركة.

انتقادات حقوقية

في المقابل، تواجه بولندا انتقادات متكررة من منظمات حقوق الإنسان بشأن طريقة تعاملها مع المهاجرين، إذ تتحدث تقارير عن عمليات “دفع خلفي” يقوم بها حرس الحدود لإعادة المهاجرين قسراً إلى بيلاروس دون تمكينهم من طلب اللجوء.

ويرى مراقبون أن استمرار هذه الأزمة يُبرز هشاشة الوضع الإنساني على الحدود الشرقية لأوروبا، ويؤكد تصاعد الطابع الأمني في سياسات الهجرة الأوروبية وسط تزايد الضغوط الجيوسياسية بين الاتحاد الأوروبي وروسيا وحلفائها.